ادريس معروفي
الصورة الفريدة لإدريس معروفي
مشاركة
- من هم هؤلاء؟ تجرأت و سألت الشاب و أنا أقترب منه. - لوحاتي، أجابني بدقة. - ماذا تفعل مع لوحاتك على شرفة مقهى قبالة منزل بيكاسو؟ الشمس، كعادتها،لا تتوقف عن الحركة, دون أن ندرك ذلك. ولكن، فجأة، شعاع يكسرنظرة الشاب. - أخبر لوحاتي أنه قبل عام بالتحديد,بين فراغين سحيقين،حلمت بأني إلتقيت ببابلو بيكاسو,كنت في مرسمه الخاص , عاجزا عن الكلام,منبهرا. لم يكن هناك أحد سوانا, دون تذكر كل التفاصيل, كنت في تلاحم مع روحه. كنت مثل طفل، كان إحساسا رائعا, ألاحظ فرشاته، أصابعه، وأوردة ذراعيه، والضغط المتدفق من كف يده.أنا الآن،أشرح لشخصيات لوحاتي أنني أنتظره أمام بيته على أمل لقائه مرة أخرى. لكنني لن أراه ثانية لأنه مات. كان وهما بدون شك,، ولكن بدا لي أنني أسمع أصواتا من أفواه اللوحات الجميلة للشاب. - يبدو أنها تفهمك.أعرف بنفسي ,باتريك لوي،رحالة الصحراء,أنا أكتب الأحلام. ادريس معروفي,رسام مغربي ,حلم بأن يصبح طبيبا ولكنه فضل الانصياع لأوامر والديه الذين أرادا إبنا فنانا,رمقني بنظرة شبه بريئة,نظرة فنان لا يعرف بعد موهبته.هل تعلمون, قلت له، هذا الحلم يعني شيئا مهما: أنت بيكاسو. نحن جميعا بيكاسو. والفرشات، واليدين، والعروق، كل ما رأيته عند بيكاسو,هو أنت في الحقيقة. واحدة من اللوحات إلتفتت إلي وقالت لي: هذا ما كنت أقوله له منذ ساعة.حينها ربت النادل على كتفي وقال: يتطلب الامر منا وقتا طويلا لنصبح شبابا!


